ما كنتُ لأعلنَ عن اللقاء هنا، وكنتُ سأكتفي بما نُشِرَ على موقع كفيل. ولكن، نظرًا للأسئلة الفهمية الوافرة التي تمَّ طرحها، قررتُ نشرَ أجزاءٍ من اللقاء هنا في المدونة لصالح العموم.
س1: الأعمال الإبداعية مثل التصميم تحتاج لحالة نفسية مناسبة, كيف يمكنك أن تستحضر تلك الحالة النفسية لا سيما في ظل ضغوط الحياة والمشاكل المعتادة؟
ج : إذا تركت نفسي لاستحضار الحالة النفسية المناسبة لن أنتج أبداً. للأسف لا يوجد وقت مناسب للبدء. الحل هو رمي نفسك في بحر الالتزامات.
إليك ما افعله بشكل شخصي
– اعمل في مساحات العمل.
– في حال وجودي في المنزل اعمل عندما ينام الأخرون.
– استمع لبودكاست جماعي للعلم له تأثير سحري في تغيير حالتك المزاجية.
– اعتمد الانجازات البسيطة، لا تضع لنفسك أهداف كبيرة.
– لا تشارك دائرتك الصغيرة ما تفعله فتلقي رد فعل كالتقليل وإدعاء سهولة ما تنجزه.
– أعلم أن ضغوط الحياة لن تنتهي مادمت حياً لذا روضها لمصلحتك سواء بالهروب منها أومعالجتها.
– أسعد نفسك قبل أن تسعد الآخرين. محاولاتك في شراء تقبل و ارضاء الآخرين هي مصدر كل الضغوط.
– تعامل مع أي مشروع على أنه مجرد عمل ليس مشروع تخرج و لا لوحة فنية.
س2 : ما أهم المهارات التي لابد أن تتوفر في المصمم الناجح؟
التقبل، حسن الإستماع، عليه أن يجيد شيء واحد فقط بشكل أساسي ليصبح عَلم من خلاله في المجال، الإطلاع الدائم، عدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل خاصة في مجالنا، الالتزام بمواعيد التسليم، إتقان مهارة التواجد و التفاوض، لا تحتقر أعمالك حتى و لو كانت غير منافسة، و أخيرا مشاهدة أعمال مصورة بكثرة
س3 : كيف يمكن أن تنجح تجربة العمل من المنزل؟
تنجح تجربة العمل من المنزل عندما تبتعد عن المنزل
يظن البعض أن تجربة العمل من المنزل تجربة مريحة عوضاً عن الاستيقاظ باكراً و محاولة اللحاق بالمواصلات و التعامل مع زملاء العمل. لكن دعني أؤكد لك ان أغلب تجارب العمل من المنزل غير مريحة على الإطلاق و تنجح فقط في حدود ضيقة و بشروط محددة.
وجودك في المنزل يعني أنك متاح بشكل ما للمشاركة و القيام ببعض مهام المنزل التي لا تحصى من رمي القمامة، مساعدة الزوجة أو الأم، اشراكك في أي حديث بغض النظر عن مدى اهتمامك به.
يكمن تأثير هذا الأمر في انقطاعك المتكرر عن التركيز و بشكل عشوائي. لكن تجاهل كل ما ذكرته في حال وجود من يساعدك في المنزل و يقوم بدورك على الأقل لمدة 6 ساعات.
إذن متى ينجح العمل من المنزل؟
- ينجح عند وجود مساحة خاصة بك. لا تعمل في حجرة النوم، لا تعمل في غرفة الجلوس، يجب وجود مكان مخصص لعملك فقط.
- عند تحديد ساعات عمل صارمة حتى ولو كانت قليلة بحد أدني ثلاث ساعات يوميا.
- حاول إقناع من حولك بأهمية التركيز بالنسبة لك و اتفق معهم على تأجيل المهام المنزلية لفترات لاحقة.
- استعن بمساحات العمل فلا أحد هناك يتحدث مع الآخر.
- غير عدد ساعات نشاطك بحيث تتناسب مع مواعيد نوم الآخرين في المنزل.
- تقسيم المهام على الوقت المتاح مهم أحيانا. لأن فكرة جلوسك أمام الجهاز دون أنجاز يذكر قاتلة للوقت.
اعلم أن ما سبق صعب تحقيقه عمليا إلا في حالة وجود شريك متفهم لوضعك وكيفية العمل من المنزل سواء كانت أم أو زوجة
س4 : كيف ترى مستقبل ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة في الوطن العربي؟
ارى مستقبل واعد لمن يبادر ويبدأ الأن، ابتعد عن التخطيط المنمق يكفي فكرة لتبدأ. اتبع حماسك و حسدك لكن ابحث عن مردود من ما تفعله حتى تكمل ما بدأته. لا مانع في البداية من الشراكات المهم أن تبدأ.
س5 : ما هو الموقف الأكثر تأثيراً في حياتك والذي دفعك لإعادة التفكير في بعض ما كنت تفعل عنه؟
وفاة صديقي أحمد المنسي أدركت حينها قيمة الوقت والفعل اللحظي للأمور. أنا و أحمد تحدثنا كثيرا عن مشاريع و مبادرات و كل ما أجدناه هو التسويف. بعد وفاته رحمه الله في حادث أدركت قوة “الأن” لذا لا تؤجل بادر و نفذ. قاوم رغبتك في التسويف و الراحة.
و كما قال ستيف جوبز “”وقتك محدود ، لذا لا تضيعه في عيش حياة شخص آخر. لا تنحصر في نتاج أفكار الآخرين. لا تدع ضجيج الآراء يطغى على صوتك الداخلي”
العمر قصير جدا.. واقصر مما تتخيلوا..
الموت والمرض بيغفلوا كتير.
لو بتحبوا حاجة اعملوها علطول وما تأجلوش.— (@elmansi) April 18, 2015
س6 : أستاذ عزت دعنا نتحدث عن تجربتك في التدوين….لماذا وكيف بدأت التدوين؟
لماذا بدأت .. أعتقد أنه شغف شخصي منذ الصغر فأنا شخص أحب الإنتاج أحب العمل. أتذكر وأنا في الصف الخامس الابتدائي قمت بتأليف قصة بسيطة من صفحتين و استعنت ببعض الإستيكرات لإضافة شكل جمالي للقصة و أقنعت أحد زملائي بشرائها و بعتها له بمبلغ 5 قروش.
واستمر هذا الأمر بداخلي. أتذكر خلال الإجازة الصيفية كنت أجمع قصاصات الورق المتبقي من والدي و أحاول ترتيبه وقصه بشكل متساوي لمحاولة إنتاج مجلة. أيضا بعد نضوجي و مرور سنة على دخولي عالم التصميم فكرت بإنتاج مجلة خاصة للمصممين لكنه كان في إطار التفكير فقط فمشروع مثل هذا يتطلب ثروة.
كيف بدأت .. دونت في البداية باللغة الإنجليزية عبر منصة بلوجر و لكني قررت الكتابة باللغة العربية بداية 2010 في موقعي الشخصي. و تعمدت أن تحمل المدونة إسمي الشخصي منعا لأي لبس.