لماذا أصبحت أعمالنا متشابهة !

عملت من عدة سنوات في إحدى وكالات الإعلان العالمية بفرعها في دبي
و كُلفنا من قبل الفرع الرئيسي في الولايات المتحدة.

بمشروع تصميم شعار لشركة متخصصة في تحليل بيانات المواطنين المسجلين في نظام الرعاية الصحية الأمريكية.

لوهلة بدا لى صعوبة المشروع من العنوان فما بالك ببقية التفاصيل.

عامة خضنا في تفاصيل معقدة من بيانات
و تحليل و رسوم و دراسة للمنافسين.

و طبقنا جميع مراحل المعروفة في تصميم الهوية البصرية.

لسنا من كُلفنا بالعمل على المشروع وحدنا. بل جميع فروع الشركة في أوروبا و أمريكا الجنوبية.
حتى جاء يوم العرض و التقديم على الفرع الرئيسي في نيويورك.

قام المصممين بكل فرع بعرض خيارات الشعارات.
التي قاموا بالعمل عليه مع القليل من الشرح للفكرة في اتصال Skype جماعي.

و عند الانتهاء وجد الرئيس التنفيذي ان اغلب الشعارات متشابه ليس بصريا لكن من حيث المضمون والفكرة التى بني عليها الشعار.

مثل الصعود، التعدد، التحليل، الطابع الوطني، المقارنات.
أكثر من ١٠ مصممين من عدة دول مختلفة و بالتالي ثقافات متخلفة لا يوجد بينهم سابق معرفة.
لكن أعمالهم كانت متشابهة بشكل كبير.

فكرت في هذا الأمر طوال اليوم و مازلت اذكره حتى يوم كتابة هذا المقال أي بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا.
لماذا كانت أعمالنا متشابهة !

أعتقد أني توصلت إلي إجابة و حل لهذا اللغز.

الاعتقاد الأول : هو أن الدليل التعريفي بالمشروع كان واضحاً جدا لدرجة مكنت الكل من تحديد مسارات عمل واحدة و متقاربة.
لذلك كانت اغلب الشعارات المعروضة متشابهة بعضها من حيث الشكل و اختيار الخطوط و أخري من حيث الفكرة.

الاعتقاد الثاني : أن أغلب المصممين الأن تستقي من نفس المصادر، تتعرض لنفس نمط الأعمال مهما كانت متنوعة.
الكل يبحث عبر جوجل و يطالع بيهانس.

لا يوجد اختلافات حقيقة في الطرح.
فأنت دائما مقيد بشاشة تعمل عليها و تنظر للعالم من خلالها.
لا وقت للراحة و الإلهام و الفصل بين كل مشروع و الاخر.

أغلب المصممين الموكل إليهم هذا المشروع يعيشون نفس الظروف تقريبا.
أغلب يوميه يقضيه في مكتب يطالع شاشة الهاتف أو الحاسوب.
و كما ذكرت يشاهد نفس أنماط التصميم المنتشرة عالميا.

لذا ارجح ان سبب تشابه أعمالنا في ذلك اليوم كان السبب الثاني.