الكثير من متابعي المدونة يعتقدون انني من رسمت الشخصية الكرتونية الخاصة بي. لاحظت ذلك عند مقابلة البعض منهم و ايضا من رسائل المتابعين فدائما ما يقومون بمدح الشخصية و الثناء عليها.
الحقيقة ان من رسم هذة الشخصية هو الفنان الجميل محمد توفيق. في بداية عملي الحر منذ 5 سنوات فكرت في تصميم هوية خاصة بي لكني اردتها هوية شخصية و ليست هوية شركة تقدم خدمات و حينها ادركت ان اسهل الرموز البصرية سريعة التذكر للهوية الشخصية هي الشخصيات الكرتونية.
و بعد مشاهدة اعمال بعض الفنانين استقر الاختيار علي توفيق حينها كنت اتابع اعماله و بالفعل طلبت منه و بعد تعديلات بسيطة توصلنا الي هذة النتيجة المستخدمة حاليا. مع المقابلة
س1 : توفيق عرفنا بنفسك ؟
أنا إسمى محمد السيد توفيق اتولدت و عايش فى القاهرة و متزوج و عندى (عمر)-8 سنوات – عمراتولد و انا فى مشروع التخرج فى الكلية و (يوسف) 4 سنوات
س2 : يسعدنا الحديث عن بدايتك الفنية و الدراسية ؟
انا ابتديت مع الرسم من وانا صغير فى ابتدائى كنت بحب ارسم جدا على أي شئ ( مجلة , ورقة جورنال , ..) والدى لاحظ ده فبدأ يجيبلى كراريس زى بتاعة الرسم الهندسى.
اللى كلها مربعات صغيرة دى و أقلام جاف وألوان وكنت فى المدرسة بارسم لأصحابي شخصيات كارتونية بيحبها فى اول صفحة فى كراسة كل واحد منهم. و فى ثانوى كنت براسل باب الهواة فى جريدة الجمهورية وكانت بتتنشر لى كاريكاتير فى مربع صغير حوالى 6 فى 6 بس كانت بالنسبالى فرحة كبيرة.
و فاكر أول كاريكاتير أرسمه فى حياتى كان بمناسبة خروج مصر من تصفيات كاس العالم سنة 1998 ! بعد الثانوية العامة كان هدفى أدخل كلية الفنون الجميلة و الحمد لله التنسيق دخلنى كلية تجارة عين شمس
بعدها اكتشفت انه كان خطأ من التنسيق قعدت بعدها شهر كامل أحارب فى دهاليز الروتين و البيروقراطية المعتادة عشان أطلع من الكابوس ده والحمد لله قدرت أنضم للكلية فى آخر لحظة.
و من اليوم ده وانا سعيد جدا بوجودى و دراستى فيها وأكتر شئ استفدته من الكليه توفير البيئة الفنية حتى لو لم أستفد كثيرا بالدراسة الاكاديمية كما ينبغى لكن الاندماج و الاستمتاع بالفن كان كافى وقتها. تعرف يعنى اية تقعد 5 سنين مش وراك حاجة غير انك ترسم و بس !! شئ جميل و ممتع
س3 : بأي مدرسة فنية تأثرت ؟ و هل تركز في اعمالك أكثر علي الجانب الاعلاني ام الجانب الساخر السياسي ؟
انا لما بدأت الرسم ماكانش فيه مدرسة معينة او اتجاه معين كنت بارسم أى حاجة و كل حاجة كنت بجرّب فى كل شئ لكنى كنت ميّال دايما أنى ألعب فى نسب أى رسم حتى كنت أحيانا فى محاضرات.
الرسم الاكاديمى و المويل فى الكلية كنت أقعد ارسم الموديل بشكل كاريكاتيرى لكن كنت ارجع امسحها و ارسم تانى بنفس النسب التقليدية وإلا كنت هاسقط !!
كنت زيى زى غيرى من جيلى اللى اتربينا على قراءة ( روايات مصرية للجيب / و ميكى و سمير و باسم و ماجد وفلاش وعلاء الدين) لكن سرعان ما أحببت المدرسة الفرنسية.
و البلجيكية فى الرسم فهى مدرسة رغم انها لا تعرف حدود للابداع و الابتكار و التجريب فى الرسم و القصص المصورة.
الا انها مدرسة أكثر ما يميزها احترام الكادر احترام كبير. ارسم و ابدع ما تشاء بس ما تتطلعش بره الكادر. عالمك بالكامل تصنعه داخل كادر و ده شئ على أد ما هو صعب نوعاً ما لكنه ممتع و يحفزك على التفكير وابتكار الحلول المختلفة لرسم قصتك !
أغلب الرسوم اللى بارسمها تميل الي الجانب الساخر يمكن علشان بأحب يكون الرسم سبب سعادة للى بيشوفه. بحب اللى يتفرج على الرسم يكون مبسوط زى ما كنت مستمتع وانا برسم
س4 : الكثيرون يربطون بين اسلوبك في الرسم و بين مجموعة القصص الشهيرة ( تان تان ) هل تأثرت بها بالفعل. عرفنا اكثر عن نمط هذا الرسم. و كيف كونت شخصيتك المستقلة بالرسم ؟
هيرجيه مبتكر تان تان من أعلام رسامى القصص المصورة فى العالم. ما اتأثرتش بيه لكن اتعلمت منه الا انى تأثرت أكثر فنانين آخرين على سبيل المثال لا الحصر زى ZEP لمشهورة .. و( Titeuf ) صاحب شخصية geerts و Bedu و libon و laudec و André Franquin و René Goscinny وغيرهم كتير من أعمدة القصص المصورة.
و اللى لا بد لكل صانع قصص مصورة انه يشوف شغلهم و يتعلم منهم أكيد لكن بحاول أكون حريص جدا على ان يكون لى بصمة مميزة على أد ما أقدر فى أى رسمة بارسمها او ما يسمى “ بابتكار الحلول “ وهى انك تفكر فى حلول أو Solutions لما ترسم أى شئ ..اية وجهة نظرك ؟
او انت شايف الموضوع ده ازاى ؟ من خلال نظرتك اللى بتتكون بشكل تلقائى من خبرتك و ممارستك و مخزونك البصرى .وتجاربك و ده اللى بيكوّن عند الرسام بالتالى اسلوبه و حلوله و عالمه الخاص
س5 : ماذا عن عملك في مجلات مثل ( ماجد و باسم ) .. حدثنا عن عملك في المؤسسات و الاخر الحر و ما الفرق بينهما ؟
بعد تخرجى فى 2005 اشتغلت مع أصدقاء من أجمل فنانين الجيل ده لمدة شهور فى مجال الرسوم الممتحركة و وقتها عرفت ان مجلة باسم طالبة رسامين فى اطار تطويرها وقدمت شغلى.
و بعدها عرضوا عليا انضم لفريق المجلة بشكل ثابت و فعلا فى 1 يناير 2006 كان اول يوم لى فى مجلة باسم الى الآن ودى من أجمل و أفضل فترات حياتى العملية بلا شك. فى المجلة مساحة حرة مطلقة تتيح لك والابداع بشكل كبير.
وانضمامى لفريق عمل مجلة “باسم” أضاف لى كثيرا فكل أفراد الفريق مبدعون بلا استثناء فالمحتوى الفنى بالمجلة من أقوى ما ينشر حاليا على الساحة العربية فى مجال رسوم أدب الطفل ولى فيها مسلسل ثابت ينشر شهريا وفى خلال الفترة من 2006 الى الآن فى مجال العمل الحر قمت بتصميم شخصيات حلقات مسلسلة فى مجلة “ماجد” الاماراتية ورسمت أكثرمن 10 حلقات اعتذرت بعدها.
عن الاستمرار وأكمل المسلسل فنان صديق .. وبدأت النشر فى مجال الكاريكاتير السياسى فبدأت فى جريدة الدستور الأولى وصممت شخصية “كارع” مع الكاتب الرائع أحمد العايدى ثم نشرت لى أعمال بجريدة المصرى اليوم ثم جريدة الشروق
ونشرت لى قصص مصورة و كاريكاتير بمجلة وهى مجلة تركية تصدر فى اسطنبول ونشرت كضيف شرف فى مجلة قصص مصورة تنشر فى بولندا “Caf Caf “ و رسمت و صممت الكثير من كتب الأطفال فى مصر و خارجها و لمؤسسة اليونيسيف وصممت شخصيات لملسسلات الرسوم المتحركة.
.. و رسمت فى رواية “ مترو “ و هى اول رواية كوميكس مصورة وهى من رسوم د.مجدى الشافعى و اترجمت لأكتر من لغة وتمت مصادرتها فى مصر قبل الثورة.
بالنسبة للعمل الحر و العمل فى المؤسسات فكل واحد منهم له مميزاته و عيوبه زى مثلا انك فى العمل الحر انت مالك وقتك و مجهودك وأفكارك تستخدمها فى الوقت اللى انت عايزه انت مش مجبر على حاجة انت حر. لكن فى نفس الوقت وجود مصدر دخل ثابت شئ مهم و ده اللى موجود.
فى المؤسسات و علي الناحية التانية انت في المؤسسة مرتبط بوقت و كم شغل مفروض تنجزه فى وقت معين فبالتالى انت مقيد بأشياء معينة مقابل ان مصدر دخلك ثابت و ده بالتأكيد أفضل نفسيا ع الأقل لفنان عايز يتميز ويتفرغ بدون ان يتنازل عن مبادئه و ده من عيوب العمل الحر !
س6 : حدثنا عن مجلة ( توك توك ) كيف كانت البداية و لماذا ؟ و ما تقييمك لموقعها الان في السوق المصري ؟
مجلة ”توك توك” من افضل المراحل فى حياتى فهى كانت زى حلم و اتحقق ! الكوميكس المستقل فى مصر قبل توك توك شئ وبعدها أصبح شئ تانى خالص. قبل كده حصل كمية لقاءات و اجتماعات و محاضرات و تجارب و معارض كان يجمعها كلها شئ واحد و هو الحلم بكوميكس مطبوع و منتشر فى مصر.
… فى 2010 كنا 6 فنانين.. اتجمعنا عند شناوى “صاحب الفكرة “ مع أنديل و هشام رحمة و مخلوف و عبدالله واتكلمنا و اتنقشنا ازاى نطلع مجلة قصص مصورة ! ودى كانت الاجتماعات الوحيدة اللى شاركت فيها وطلعت بنتيجة ملموسة و هى مجلة توك توك اللى صدر أول عدد منها قبل ثورة 25يناير 2011 بأيام قليلة جدا بتمويل ذاتى تماما مننا … و كانت فرحة كبيرة جدا الحقيقة بصدور العدد ده غلب عليها خوف وترقب من قبول المجلة أصلا من الناس لكن الحمد لله المجلة لاقت قبول كبير والعدد الأول اتباعت كل النسخ وده اعطانا دفعة كبيرة للأمام فصدر العدد التانى و انضم لينا فنانين كتير.
و مبدعين كُـتّـاب و رسامين و صدرت “توك توك” بصورة فصلية أى كل 3 شهور عدد… وتم دعوة “توك توك” فى العديد من المهرجانات و المعارض داخل مصر و خارجها فى الجزائر و المغرب و الشارقة و ألمانيا و سويسرا وفازت بجائزة أفضل مجلة مستقلة فى المهرجان الدولى للكوميكس بالجزائر.
وده موقع المجلة ودى صفحتها على فيسبوك بعد صدور توك توك صدرت عدة مجلات اخرى لا تقل أهمية فى فن الكوميكس وأصبح للكوميكس فنانون شباب يمسكون أحلامهم مطبوعة بين أيديهم ! .. لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة. “توك توك “ صدر منها حتى الآن 9 أعداد ومازلنا مستمرون بتوفيق من ربنا و دعم واهتمام الناس.
س7 : عرفنا باعضاء فريق ( توك توك ). و هل هو عمل مغلق ام تقبلون المشاركات طالما جدية و في اطار سياسية المجلة ؟
– شناوى صاحب الفكرة و ( هشام رحمة و مخلوف و أنديل وعبدالله ) دول المؤسسين و رسم ف المجلة فنانين مبدعين زى حفناوى و ميجو و انور و خالد عبد العزيز و فنانين تانى كتير. و من الكتّاب ( محمد اسماعيل امين و شريف نجيب و تامر عبد الحميد …. و “توك توك” عمل مفتوح و متاح لأى حد يشارك فيه بأعماله و أهلا و سهلا بأى كوميكس
س8 : هل من داعم او مسوق لمشروع مجلة ( توك توك ) ام تعتمدون علي المجهود الشخصي في التسويق ؟
المجلة زى ماقلت قبل كده انها صدرت بتمويل ذاتى مستقل بدون داعمين .. و فى التسويق أيوة كله مجهود ذاتى برضه .. و كله عشان خاطرك يا مصر هههههههه ( أوفر أوى الحتة اللى فاتت دى ! )
س9 : برايك ما هو اصعب كاريكاتير سياسي قمت برسمه ؟ و هل من عمل سبب لك مشاكل من قبل ؟
و الله كل كاريكاتير سياسى رسمته من بعد الثورة وانا باتشتم عليه سواء طرف مؤيد أو معارض. يمكن من ناحية ايجاد حلول فنية فى الرسم هى اللى ممكن تكون صعبة شوية.
لكن من ناحية تقبل المشاهدين للكاريكاتير فعن تجربة كان أكثر الكاريكاتير اللى تقريبا باتسفلت فيها وكان فيها عدم قبول وتعصب من الطرف الآخر كان أى كاريكاتير ينتقد دكتور محمد البرادعى حقيقى كمية انفعالات و تشنج و تعصب غريب و كأنى رسمت شخصية مقدسة !!
على الطرف الآخر فيما يخص التيار الاسلامى كان مؤيدوه عند رسم ما يعارضهم اما يكتفون بالصمت او بوجوه السمايلى فيس الغير راضية و خلاص ! وربما دعوة هنا او هناك بـ “ ربنا يهديك” . .. دى شهادتى من خلال 3 سنين اللى بعد الثورة فى الكاريكاتير السياسى
س10 : هل يوجد ما يسمي بعمل فني محايد ! و كيف تفصل ما بين هواك السياسي و الحزبي عن فكرة العمل ؟
فى رأيى الحياد فى بعض المواقف جريمة لأنه بيكون سلبية مش حياد .. الفنان مش مطلوب منه يوصف الحدث .. الفنان مطالب انه يدل الناس و يعرفهم الغلط فين من وجهة نظره.
و يسلط الضوء عليه بشكل كبير لتفاديه ! و الفنان ( فى رأيى ) ماينفعش ينتمى لحزب سياسى ولا يكون ولاءه لكارنيه حزب ابدا .. الفنان حر .. ينطلق هنا و هناك بدون انتماء حزبى .. لكن بالتأكيد لازم يكون عنده موقف وأيدلوجية معينة .. ماهو انسان برضه لازم يكون له وجهة نظره ف الحياة اللى عايشها !
س11 : لاحظت نشرك لكاريكاتيرات جديدة بصورة شبة يومية نظرا لتسارع الاحداث السياسية و الاجتماعية في مصر. هل تكتفي بنشر هذة الاعمال علي الشبكات الاجتماعية فقط ام تتربح منها بنشرها في بعض الصحف او المواقع ؟
من فترة وانا انشر الكاريكاتير فقط على الفيسبوك لعدم صالحيتها للنشر فى الصحف و خصوصا بعد 30 يونيو فقررت الاكتفاء بنشرها على الفيسبوك فقط. ملحوظة : الكاريكايتر مابيأكلش عيش ف البلد دى
س12 : الكثير لا يعلم انك من رسمت شخصيتي الكارتونية. حدثهم عن هذا المشروع ؟
أبدا الراجل المحترم ده يا جماعة كان عايز يعمل هوية للمدونة بتاعته و طلب منى اقوم بالموضوع ده و اتمنى أكون عملت شئ كويس عجب الناس انا شخصيا كنت سعيد بالمشروع ده اولا لأنى أول مرة كنت أعمله .. ثانيا: محمد عزت وشه بشوش وسهل رسمه بسيط
س13 : و اخيرا هل من نصيحة تقدمها للرسامين الجدد و ما هي التحديات التي من الممكن تواجهه خاصة في مصر ؟
ارسموا كتير كتير كتير. و لما تزهقوا من الرسم ارسموا تانى و اتفرجوا على كل الناس اللى بترسم واقروا كتير ولو عايزين خيالكم يكبر اسمعوا الراديو. بينمّى خيالك جدا و يا سلام لما تسمعه يبقى معاك اسكتشك وتسمع مسلسل منه كده و ترسم ابطاله و احداثه اللى انت مش شايفها. جربها مش حتندم. واتعلم الرسم الاكاديمى و نسب التشريح الصحيحة و المنظور ودراسة توزيع الضوء وبعد كده.
ابرى قلمك وانطلق يا معلّم