بعد سنوات من العمل المكتبي، أصبحت من أنصار الفصل بين البيت والمكتب. ومع الظروف العالمية الناجمة عن فيروس كوفيد-19، أجبر العديد منا على العمل من المنزل.
لا يحتاج المقال إلى تفاصيل حول أخبار الوباء التي مرت علينا جميعًا في هذه الأيام وأثرت علينا بشكل سلبي وإيجابي.
ظن البعض أن تجربة العمل من المنزل ستكون تجربة مريحة بدلاً من الاستيقاظ باكراً ومحاولات اللحاق بالمواصلات والتعامل مع زملاء العمل. ولكن دعوني أؤكد لكم أن أغلب تجارب العمل من المنزل غير مريحة على الإطلاق وتنجح فقط في حدود ضيقة وبشروط محددة.
وجودك في المنزل يعني أنك متاح بشكل عام للمشاركة والقيام ببعض المهام المنزلية التي لا تحصى، مثل رمي القمامة، أو مساعدة الزوجة أو الأم، أو اشتراكك في أي حديث بغض النظر عما إذا كنت مشغولًا أم لا.
ومثل ذهابك للسوق، أو شراء الفكاهة، أو فتح باب البيت للتعامل مع محصلي الفواتير، وما إلى ذلك من المهام البسيطة التي قد تبدو تافهة، ولكن وقعها كبير، خاصة بالنسبة لنا كأشخاص يعملون على الحاسوب يوميًا ويتطلب الأمر تركيزًا قليلًا.
حديثي لا يتعلق بفئة محددة، ويمكن تطبيقه على معظم الحالات، سواء كنت أعزبًا أو متزوجًا. والأمر ليس في نوع الطلب أو كثرته، بل في تأثير انقطاعك المتكرر عن التركيز وبشكل عشوائي. ولكن يمكن تجنب ذلك إذا كان هناك من يساعدك في المنزل.
إذن متى ينجح العمل من المنزل ؟
١- عند وجود مساحة خاصة بك. لا تعمل في حجرة النوم، لا تعمل في غرفة الجلوس، يجب وجود مكان مخصص لعملك فقط.
٢- عند تحديد ساعات عمل صارمة حتى ولو كانت قليلة بحد أدني ثلاث ساعات يوميا.
٣- حاول إقناع من حولك بأهمية التركيز بالنسبة لك و اتفق معهم على تأجيل المهام المنزلية لفترات لاحقة.
٤- استعن بمساحات العمل فلا أحد هناك يتحدث مع الآخر.
٥- غير عدد ساعات نشاطك بحيث تتناسب مع مواعيد نوم الآخرين في المنزل.
٦- تقسيم المهام على الوقت المتاح مهم أحيانا. لأن فكرة جلوسك أمام الجهاز دون أنجاز يذكر قاتلة للوقت.
أعلم أن ما سبق صعب تحقيقه عمليًا، إلا في حالة وجود شريك متفهم لوضعك ولكيفية العمل من المنزل.