الروبوتات ستؤثر على ربع الوظائف البشرية

منذ سنوات والحديث يدور حول تأثير وأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي وظهور الروبوتات في حياتنا، وما هي الوظائف التي ستتأثر فعلياً منها. اليوم يؤكّد تقرير نشرته مؤسسة بروكينجز الأمريكية بأن احتياجات ومتطلبات سوق العمل في كل بلد هو ما يتحكّم بنسبة هذا التأثير.

إذ كشف التقرير نفسه عن أن ربع الوظائف الحالية في الولايات المتحدة الامريكية هي فقط التي ستتأثر من انتشار تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي؛ إلا أن هذا الأمر قد يختلف في الدول الأخرى. وقال التقرير بأن 36 مليون أمريكي سيتعرض لخطر الاستغناء عنهم في ظل تطوّر عمل الروبوتات بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة؛ فمن المتوقع أن تُنجر تلك الروبوتات ما لا يقل عن 70% من المهام الموكلة إليهم بفضل التكنولوجيا الحديثة.

قطاع الخدمات الغذائية بما فيه من وظائف؛ هو الأكثر تأثراً بحسب نتائج تقرير المؤسسة الأمريكية؛ إذ سينتهي عمل الطهاة والجرسونات (موظفي الخدمة) بحلول الروبوتات محلهم. كما سيتأثر كلاً من سائقي الشاحنات وعمّال المكاتب وغيرهم من العاملين في مجال الخدمات والصناعات التي تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة يمكن للماكينات الآلية أن تحلّ محلّها وتقوم بمهامها على أكمل وجه.

الأمر ليس سيّان في الدول الأخرى؛ خاصة دول الشرق الأوسط!.. إذ لا تزال ثقافة الأيدي العاملة والظروف الاقتصادية هي أكثر ما تؤثر على استخدام الروبوتات لشغر بعض الوظائف البشرية؛ نظراً لتكلفتها العالية في الوقت الحال. لكن الأمر سيتغيّر خلال العقدين القادمين ما لم يقوم الأفراد بتغيير وتحسين مهاراتهم بما يواكب تكنولوجيا العصر الحديث؛ من أجل تغيير وظائفهم والحصول على وظائف أخرى، تماماً كما يحدث بالنسبة للمواطنين في الولايات الامريكية الذين بدأوا بتطوير مهاراتهم للحصول على وظائف أخرى.

يُذكر بأن الكثير من المواطنين في الدول العربية لا يزالون يبحثون عن فرص عمل خارج بلادهم لسببين؛ زيادة الدخل الشهري بما يناسب واحتياجاتهم كالبحث بين وظائفعمان والسعودية والكويت والإمارات؛ وهي دول معروفة باقتصادها القوي وأجورها العالي مقارنة بدول عربية أخرى. أما السبب الآخر فهو توجه استثمارات تلك الدول إلى إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في كثير في أعمالها، ما يعني زيادة رقعة تلك الأعمال وبالتالي توفر عدد أكبر من الشواغر التي لا بدّ من ملأها بأيدي عاملة ذات خبرات ومهارات قابلة للتطوّر.

التكيّف مع ما سيحدث خلال الأعوام العشرين هو التحوّل الواضح في أسواق العمل العالمية؛ حيث ستتغير معظم الوظائف وسينتهي بعضها وتظهر اخرى جديدة، وعليه يتوجب على كافة الأيدي العاملة أن تتأقلم مع هذا التغيير وتبدأ برحلة التعرّف على مهارات وخبرات عملية جديدة تساعدهم للحصول على وظائف أخرى في المستقبل القريب.

كما يشير تقرير مؤسسة بروكينجز إلى أن المدن الصغيرة في الولايات المتحدة هي الأكبر تأثراً بما سيحدث خلال السنوات المقبلة؛ من اكتفاء وظيفي بآلات الذكاء الاصطناعي من روبوتات وأكشاك خروج ذاتي وكونسيرج فندقي محوسب وما إلى ذلك.